المدارس الخاصة للتربية الوطنية: الإنتقائية ونوعية التكوين. نتائج نهائية لدراسة ميدانية بولاية وهران

فريق البحث: هند بوعقادة باحثة دائمة بالمركز ( رئيسة المشروع)

مصطفى مجاهدي باحث دائم بالمركز( عضو)

الأربعاء 01 أكتوبر 2025 على الساعة  10 سا  صباحا  بمقر المركز

الملخص:   

تُعتبر المدارس الخاصّة "نموذجا" من المؤسّسات التّعلمية التي برزت في المجتمع الجزائري نتيجة لتنامي الطلب عليها، وقد شهدت إنشاؤها والإقبال عليها تزايدا في السنوات الأخيرة حسب ما تشير إليه الإحصائيات الرسمية، والتي تشير إلى الارتفاع عدد التلاميذ المتمدرسين في القطاع التربوي الخاص من 13125 تلميذا خلال الموسم الدراسي 2005/2006 إلى 31661 خلال الموسم الدراسي 2011/2012 إلى 129526 خلال الموسم الدراسي2019/2020، موزعين على 518 مدرسة خاصة بصفة غير متجانسة على المستوى الوطني، بحيث تتمركز أغلبها في المدن الكبرى مثل الجزائر العاصمة - التي تحتوي على أكبر عدد من هذه المدارس بتعداد يبلغ 254 مدرسة خاصة (43 في الجزائر شرق، 55 في الجزائر وسط، 156 في الجزائر غرب) - أي ما نسبته49,03% من مجموع المدارس الخاصة على المستوى الوطني. لا مجال للمقارنة في الجزائر بين معطيات الاحصائية للمدرسة العمومية (من حيث عدد التلاميذ، التوزيع الجغرافي، تعداد الأساتذة، نوعية الخدمات، الانصاف...)، ولكن يبدو المشهد المتعلّق بالمدارس الخاصة للتربية الوطنية محفزا بحثيا من أجل مقاربة عديد الاشكاليات حول طبيعة "الاستثمارات" الخاصة وفاعلوها وجمهورها وآفاقها مقارنة مع المدرسة العمومية الشائعة.

لقد سمحت الدراسة الميدانية التي أجريت بداية من الموسم الدراسي 2019- 2020 بمدينة وهران          بمقاربة ثلاث تساؤلات:

• أوّلها مرتبط بالبحث في هذا النوع من المؤسسات وآليات تنامي الطلب الاجتماعي عليها وتموضعها ضمن اختيارات بعض الفئات الاجتماعية من الأولياء/ العائلات.
• ثانيها مرتبط بالطبيعة الانتقائية للمدارس الخاصة، فالملاحظات الميدانية التي أجريت خلال فترة الدراسة الميدانية بوهران تُبدي هذا النوع من المؤسسات كأنه منتج للتمايز الاجتماعي أساسه متغير الأصول الاجتماعية والثقافية لأولياء التلاميذ الذين اختاروا المدارس الخاصة أو أُجبروا على التّوجّه إليها، و/ أو من حيث ثمن الخدمات المستحقّة نظير خدمات التعليم الخاص، و/ أو من حيث نوعية التأطير البيداغوجي والإداري...وهنا نتساءل: عن المعطيات السوسيوديمغرافية المتحكّمة في هذه الانتقائية، ومدى تجانس هذه المؤسسات من حيث المعطى الاجتماعيّ والثقافيّ لطالبي هذه الخدمة.

 السيرة الذاتية:

مصطفى مجاهدي: دكتوراه في علم الاجتماع، أشرف على مجموعة من الدراسات والأبحاث حول الشباب في الجزائر منها : "مسارات دراسية ومآلات سوسيو مهنية للمتخلين عن الدراسة" الذي يندرج ضمن المشاريع ذات الأثر السوسيو اقتصادي للمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، أشرف أيضا على فريق البحث للمشروع : "الشباب والاندماج الاجتماعي، دراسة مقارنة بين شباب ولاية وهران وشباب ولاية غرداية، و العديد من المشاريع الاخرى.

هند بوعقادة: أستاذة بحث  ، باحثة دائمة بمركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، مختصّة في علم النفس العيادي، وقد ناقشت رسالة دكتوراه بجامعة وهران 2 حول. »معنى وتصوّرات العمل لدى البطالين في الجزائر «24 تنتمي الباحثة حاليا لمشروع بحث مؤسساتي حول » المدارس الخاصة للتربية الوطنية بالجزائر : الانتقائية ونوعية التكوين «، وقد كانت عضوا في مشروع البحث الجزائري – التونسي حول" سيرورة الإدماج السوسيومهني لحاملي الشهادات الجامعية(2019-2 2014) «.