دعوة للمساهمة في العدد 02 من مجلة "إفريقيا" «الجذور و الآفاق : ديناميّات إفريقيّة»
إفريقيا قارة متعددة الأوجه و لا تزال مساراتها الاجتماعية والتاريخية والثقافية تشكل العالم المعاصر. ومع ذلك، لطالما كانت قصتها مجزأة ويُساء فهمها بل وتشوهها التمثيلات الخارجية. لذلك هناك حاجة ملحة لخلق مساحات يمكن أن تُسمع فيها الأصوات الصامتة، حيث يمكن أن تتقاطع المعرفة المحلية، وحيث يمكن أن تلتقي القضايا المعاصرة مع الذاكرات عميقة الجذور.
تنشر مجلة "إفريقيا"، وفقًا لتعريفها الرسمي، » مقالات أصليّة ومراجعات كتب عن إفريقيا، وذلك في إطار مقاربة متعدّدة التخصصات تجمع بين الفلسفة و الأدب و الفنون و العلوم الإنسانيّة و الاجتماعيّة. و هي تولي اهتماما خاصّا للمنظور النّقديّ و البعد الإفريقي و الرّؤية التي تركّز على بلدان الجنوب.(...) [وهي] ترحّب بمساهمات الباحثين و الأكاديميّين الأفارقة و كذلك من الجالية الإفريقية المهاجرة، و لكن ليس هذا فحسب، إنّها مفتوحة أيضا لجميع المساهمين المهتمّين بالقضايا الإفريقية في جميع أنحاء العالم. «
ينظر هذا العدد الثاني من مجلة "إفريقيا" إلى الواقع الإفريقي من منظور التطور أو التغيير أو التحول، مع الانتباه إلى الديناميات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والروحية. أنتم مدعوون أيضا لاستكشاف التغييرات الجارية والمقاومات المحلية والتخيلات الجماعية وأشكال الابتكار الداخلي التي تعيد تشكيل المسارات الإفريقية المعاصرة، مع مساءلة النماذج السائدة والآفاق المستقبلية للقارة، و ذلك وفق منظور عابر للتخصصات يعالج مختلف الاهتمامات من خلال المحاور التالية:
المحور 1: التطور الاجتماعي والتغيرات المعاصرة
تشهد إفريقيا المعاصرة تغيرًا اجتماعيًا كبيرًا يتسم بالتحضر السريع والانتقال الديموغرافي وتنوع البنيات الأسرية وظهور طبقات اجتماعية جديدة. يأخذ الشباب الأفارقة على عاتقهم إعادة تعريف الالتزام بالمواطنة، في حين أن الحركات النسوية المحلية تعيد التساؤل في المعايير الجندرية. تعمل الهجرة الداخلية والعابرة للحدود على تغيير الديناميات الاقتصادية والثقافية، حيث تلعب الجاليات المهاجرة دورًا نشطًا. كما يتغير العالم الريفي الذي يواجه تغير المناخ والعولمة. تدعو هذه التطورات المتعددة إلى اتباع قراءة عابرة للتخصصات ونقدية لفهم إعادة تشكيل المجتمعات الإفريقية بين التراث والمقاومة والابتكار.
المحور 2: التراث والذاكرة والإبداع
تشكل الجوانب المادية وغير المادية للتراث الإفريقي رصيداً ثقافياً رئيسياً، على الرغم من أنه غالباً ما كان مهدداً بالإهمال أو التهميش أو الاستغلال. هناك حاجة ملحة لإعادة التفكير في نقله وتثمينه من خلال إحياء اللغات والتقاليد الشفوية والفنون والممارسات الطقوسية. تثير المناقشات حول استعادة هذا التراث و السياسات المرتبطة به والذاكرة الاستعمارية قضايا العدالة و السيادة. و في الوقت نفسه، يكشف الإبداع الإفريقي المعاصر عن ديناميكية حية لإعادة التملك الثقافي، تجمع بين الجذور والابتكار وتنوع المخيالات.
المحور 3: التاريخ الإفريقي: ماضٍ تعددي، قراءات نقدية
لطالما كان تاريخ إفريقيا يتشكل من خلال قراءات خارجية و أوروبية المركز. واليوم، من الضروري تعزيز تأريخ نقدي بعيد عن هذه المركزية و قائم على المصادر المحلية. و يعني ذلك إعادة النظر في مجتمعات ما قبل الاستعمار، ومقاومة الاستعمار والاستقلال، فضلاً عن الإيديولوجيات السياسية الإفريقية مثل القومية الإفريقية والاشتراكية. كما سيتم إيلاء اهتمام خاص لعلاقات إفريقيا التاريخية مع مناطق أخرى من العالم وذاكرة الصراعات الأخيرة. يهدف هذا التجديد التأريخي إلى استعادة تعقيدات ماضي إفريقيا على أساس القارة نفسها وأصواتها المتعددة و سردياتها الخاصة.
المحور 4: آفاق و استشرافات إفريقية
لا يمكن أن يقتصر التفكير في إفريقيا المعاصرة على استكشاف الماضي؛ فمن الأهمية بمكان التطلع إلى مستقبل القارة المحتمل، مع إيلاء اهتمام خاص لديناميات الابتكار والتصورات اليتوبية والتحولات الجارية. إن المسارات الاقتصادية التي تتسم بصعود ريادة الأعمال والتكامل الإقليمي وإنشاء مناطق التجارة الحرة تعيد رسم ملامح التنمية. ويقع التعليم والبحث والصحة – التي تتضمن أيضا الابتكار والمعارف التقليدية - في قلب التغيير الاجتماعي. وفي مواجهة التحديات المناخية والتكنولوجية، تظهر أشكال جديدة من الحوكمة مدفوعة بنشاط المواطنين المتزايد. توفر هذه التطورات مادة للتفكير في الهوية والسيادة الثقافية ومكانة إفريقيا على الساحة الدبلوماسية العالمية.
إن معالجة انشغالات المجتمعات الإفريقية المعاصرة تعني الأخذ بعين الاعتبار ديناميات التغيير الاجتماعي، والتحولات الثقافية الجارية، وتراث الذاكرة والإمكانات الإبداعية للجماعات. من خلال قراءة نقدية للماضي التعددي، يصبح إعادة تثمين التراث رافعة للفهم والعمل، وترسم المخيالات الإفريقية التي تغذيها الذاكرة والمقاومة والابتكار آفاقًا للتحول. كل هذا يدعونا إلى التفكير في المستقبل ليس كإعادة إنتاج لنماذج مفروضة، بل كإسقاط متجذر في التجارب الإفريقية، حاملاً معه أشكالًا جديدة من التضامن والمعرفة وطرق التفكير في العالم.
في عالم دائم التغير، فإن التفكير في إفريقيا يعني التفكير في العالم بشكل مختلف.
في هذا العدد الثاني نصف السنوي، تهدف مجلة "إفريقيا" إلى تسليط الضوء على الجذور، والانفتاح على الآفاق وتحديد الديناميات الإفريقية المبتكرة.
منسقة العدد: الأستاذة ويزة غلاز
يُرجى من المساهمات و المساهمين إرسال المقالات وفقًا لنماذج المجلةtemplates (حسب اللغة التي كُتبت بها) قبل 15 سبتمبر 2025 إلى عناوين البريد الإلكتروني التالية:
أمانة المجلة